المناهج التعليمية

أبناؤنا أغلى ما في حاضرنا و هم الأمة في مستقبلنا .

نتعهدهم في البيوت زمانا ثم نسلمهم لأنظمة التعليم و المدارس المختلفة.

التعليم و الاعداد مرتبط بنظم تعليم و مناهج ظهر منها عيوب و مشاكل .

هل نتجاهل ؟ أم نرمم في البيوت ؟ و هل في كل بيت من يقوم و يرمم و يستدرك ؟

هل ننتظر أن يغير المناهج من وضعها ؟ أم ننتظر أن نغيره حتى نصلح ما فسد ؟

ألا نبادر فنصنع مستقبلنا بحسن اعداد الأبناء و البنات ؟

ألا نبادر بوضع مناهج و نظم تعليم تعد النشئ للحياة الحقيقية و لتطوير مجتمعه و أمته ؟

المناهج التعليمية

أريد وضع مناهج جديدة لتهيئة أطفالنا لزمان غير زماننا ، و هو مشروع يحتاج كفاءات و مال و وقت . الآن أحب فقط طرح القضية و أفكار بسيطة فيها غير مكتملة .

التعليم عمل فيه شطران ، الأول المنهج و هو ما نريد تعليمه من معارف و مهارت ، و أما الثاني فهو العملية التعليمية بما تشمل من تجهيزات ووسائل و معلمين و تنظيم .

إذاً، طرحي منحصر في الشطر الاول و هو المنهج !

البداية طبعاً مما آخذه على المناهج الحالية ، و لعل سائلكم يستوضح عن اي منهج أتكلم بالضبط ؟ الجواب كل ما مر بي حتى الآن خلال تعلمي و عملي في التعليم و هو قليل ، المنهج السوري و اللبناني و العراقي و الليبي و البريطاني و الامريكي و الكندي ، مما أعطاني انطباعا بسير جل المناهج في العالم على ذات المنوال و على كل حال هذه الخيارات التي أمامنا لمستقبل أطفالنا .

المشاكل في المناهج الحالية كما أراها باختصار شديد :

1- لا تعد النشئ لما سيقابله في الحياة الحقيقية و بالتالي يتخرج منها يحتاج إلى فترات تدريب و اكتساب علوم و خبرات في مجال تخصصه

2- لا تنتج من يطور الحياة العامة من مفكرين و مجددين

3- طويلة فلا تترك المتعلم قبل العشرين على الأقل

سأوضح و أفصل في هذه المشاكل بعد أن أرى الآراء و الإضافات منكم ، فماذا ترون يرحمكم الله ؟

المناهج التعليمية

يقسم التعليم إلى مرحلتين-كما فهمته- :

1- التعليم الاساسي

2- التعليم المهني و المتخصص

أولا التعليم الأساسي :

هدف التعليم الأساسي إعطاء الحد الأدنى من العلوم و المهارات و المعارف اللازمة للفرد ليكون جزءاً من المجتمع فاعلا ً فيه و ليس عالة على غيره في أي مجال من مجالات الحياة كلها . فهو الحد الأدنى لتهيئة الفرد للعيش في المجتمع ، فلا يحتاج مثلاً من يقرأ له أو أن يجهل أبسط الحقوق والقوانين الناظمة لعمل المجتمع أو أبسط مفاهيم التجارة أو ما علم من الدين بالضرورة و قس على ذلك … .

ثانياً التعليم المهني و المتخصص :

تهيئة الطالب بالعلوم و المهارات اللازمة ليمتلك ناصية موضوعه واختصاصه فيسد حاجة مجتمعه و يصلح حاله من جهة هذا الاختصاص ثم اذا ازداد منه أفتى فيه و طوره و اتى بكل جديد نافع .

و يمكن أن أجمل ذلك بالقول :

التعليم الأساسي هو الحد الأدنى اللازم لقبول الفرد في المجتمع فلا يكون عالة عليه ، و اما المهني و المتخصص فهو ما يلزم ليكون المرء قائدا في المجتمع يرجع إليه و يعمل بقوله في اختصاصه ، فإن احتجنا إلى تجارة أفتانا أهل اختصاصها و عملنا بقولهم و كذلك الطبيب و أهل القانون و غيرهم كل في علمه و فنه .

المناهج التعليمية

المشاكل الشائعة في المناهج التعليمية بدرجات متفاوتة :

1)هناك جوانب من العلوم و المهارات لازمة للحياة و غير موجودة في التعليم الأساسي

2)هناك جوانب علمية و مهارات عملية و مهارات اجتماعية تلزم للمهنة و العمل و غير موجودة في التعليم العالي أو المهني

3)اعتماد طرق الحفظ و التكرار الذي لا يترك اثراً بعد انتهاء الامتحان

4)عدم اعطاء الطالب أساليب المنطق و التفكير السليم و المنهجية في الاستنباط و الاحتكام

5)عدم اعطاء الطالب القدرة على البحث و التعلم الذاتي

6)ضيق النظرة التي تعطى للطالب عن العلم الذي يدرسه و يختص به فلا يدرك جوانبه المختلفة و تطبيقاته و تداخله مع العلوم و الفنون الاخرى و لا ما يلزم لتطبيقه في الحياة العملية

7)التعليم الحالي يستغرق أكثر مما يجب : يصبح المرء بالغا في سن الخامسة عشرة . أي أنه يجب أن يكون فرداً كاملاً صالحاً للعيش في المجتمع بدون وصاية أو رعاية و لا يكون عالة على المجتمع بجهله أو القدرة على العمل و الانتاج لو لزم . أما النظام الحالي فلا يحضر المرء ليكون جزءا من مجتمعه و امته قبل 18 أو 20 سنة على الاقل على ما في هذا التحضير من جوانب نقص ذكرت آنفا

هذه أبرز المشاكل التي أراها في المناهج الحالية و أتمنى لو أضفتم أو صححتم لي . ما رأيكم ؟

المناهج التعليمية

أبدأ بالاعتذار عن الاطالة السابقة في المقدمات و قد قلت أن لدي فكرة بسيطة عن المنهج المنشود لكن رأيت أن علي طرح المشكلة و تصوري لها قبل الشروع في طرح الحل لعلي أخطأت في فهم المشكلة فلا يستقيم لها عندي بعد ذلك حل .

بعد أن قسمت التعليم إلى أساسي و مهني و هدف كل مرحلة و عرضت أوجه القصور في المناهج الحالية في الوصول إلى الأهداف المرجوة ، أقول :

أولاً مرحلة التعليم الأساسي :

  1. يجمع أهل كل علم و فن و اختصاص و يسألون عن الحد الادنى الذي يجب أن يعلمه الناس عن اختصاصهم :
  • ما لا يسع المسلم جهله من الدين و أحكامه و آدابه …
  • ما لا يسع التاجر جهله من أصول المعاملات و المحاسبة …
  • ما لا يسع المواطن جهله من القانون و طرق التحاكم و الحقوق و الواجبات …
  • ما لا يسع الفرد جهله من أساسيات العلوم المختلفة التي يمكن أن تصادفه في حياته اليومية من الرياضيات و العلوم و الطب …
  • ما لا يسع الفرد تركه من مهارات التواصل و الكلام و البلاغة و الخطابة و التعامل الاجتماعي …
  • ما لا يجب تركه من أمور صحة الأبدان و الرياضة و النظافة …
  • ما لا يسع المواطن جهله من القوانين التنظيمية للحياة و طرق إدارة المجتمع و الدولة …
  • و على هذا فقس جميع المناحي الممكنة …

و بعد جمع كل العلوم و المهارات اللازمة يوضع لها خطة و نظام لتضمينها في التعليم الأساسي.

  1. يركز أسلوب تعليم تشاركي تطبيقي يعتمد تعليم التلميذ أساليب التعلم الفعال الذاتي و طلب المعلومة من مظانها الصحيحة
  2. يعلم أساسيات التفكير المنطقي و الاستدلال و الاحتكام
  3. تعليم أساسيات أساليب العمل و التنظيم

النتيجة المرجوة أن لا يبلغ لنا صبيان و فتيات و هم يجهلون مالا يسع جهله أو ينقصهم من مهارات الحياة العامة ما يجعلهم عالة على غيرهم إن لم يكونوا مصدر إساءة و تدمير في مجتمعهم ، و إذا لزمهم أمر عرفوا كيف يطلبون علمه و فهمه و اتقانه و إذا عرض لهم أمر تدبروه و تبعوا المنطق و الدليل و إذا أرادوا عملاً و انجازا عرفوا كيف ينظموا و يتفقوا و يتعاونوا حتى ينجزوا و يرتقوا .

ثانياً مرحلة التعليم المهني و الاختصاصي

  1. تبدأ مباشرة بعد انتهاء التعليم الأساسي (15 سنة حد أقصى لعمر الطالب) أي إلغاء التعليم الثانوي بشكله الحالي و الواقع أن التعليم العالي الحالي يلغيه عمليا و لا يعتمد عليه في الاعداد و يقوم بإعادة عرض ما يلزمه منه من معلومات على الطالب في سنته الجامعية الأولى .
  2. تتضمن العلوم و المهارات الخاصة بالمهنة و الاختصاص
  3. تتضمن العلوم و المهارات اللازمة للتطبيق العملي للاختصاص : اجتماعية ، ادارية ، قضائية و قانونية ، تنظيم ..
  4. تعليم مهارات القيادة و التنظيم و العمل الجماعي بشكل عميق
  5. تعليم مهارات التواصل الاجتماعي بمستوى التأثير و القيادة
  6. التطبيق العملي على أمثلة من الحياة ليكون الطالب فور اجازته قادراً على أداء مهام و تحمل مسؤوليات واضحة و محددة في مجاله و تخصصه
  7. معرفة عامة بالاختصاص و موقعه من الحياة و تداخلاته مع بقية الاختصاصات و أين يلزم و كيف
  8. اعادة تعريف العلوم و الاختصاصات المختلفة و حدودها وفق حاجات المجتمع و الامة المختلفة ، فتلغى بعض المهن و الاختصاصات و تنشأ مهن و اختصاصات جديدة .

هذه فكرتي عن المنهج و التعليم الذي أطلبه للأبناء و النشئ عسى أن يصنعوا مستقبلاً خيرأ من واقعنا اليوم .

ما رأيكم وفقكم الله ؟

المشاريع الكبيرة ليست مستحيلة. بل تحتاج إلى عزيمة و حشد لما يلزمها مهما بلغ من كفاءات ووقت و مال .

أين العزائم ؟

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top